اللهم صلِ على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين
في البداية أحب أن اوضح ان موضوعي هذا خاص بتهمة الزنا فقط ,, وأنا لأنفي أو أنكر أن الشيعة لديهم ملاحظات على عائشة بأنها ارتكبت مخالفات لأوامر الله عز و جل و تعاليم رسوله الكريم بخروجها و معاداتها لعلي بن أبي طالب و محاربتها إياه ، و لكني هنا أتكلم عن مسألة الزنــا فقط ,,
شبهة الوهابية
1- في الكافي الذي قالت عنه الشيعة هو كافي لكل شيئ
للآية الكريمة: "ضربالله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبديْن من عبادنا صالحيْنفخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين". (التحريم: 10) حيث فسّر الخيانة بالفاحشة بقوله "ما يعني بذلك إلا الفاحشة". (الكافي ج2 ص402
وتفسير الكافي
الرد على هذه الرواية :هذا القسم من الرواية جـزء من رواية طويلة أوردها الشيخ الكليني ( أعلى الله مقامه ) في كتابه الكافي في الجزء 2 في باب الضلال ص 383 ، من طبعة دار التعارف في بيروت عام 1411هـ و قام بتصحيحها و التعليق عليها سماحة الشيخ محمد جعفر شمس الدين .
و الكلام أولا في سند الرواية و هو كما يلي :
عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يـونــس عن رجـــل عن زرارة عن أبي جــعفـــر ( الامام الباقر ) عليه السلام
و العارفين بالأسانيد بمجرد أن يروا هذا الإسناد فإنهم يعرفون بأنه ( مرسـل ) و المرسل من أقسام الضعيف
فالإسناد فيه ( عن رجل ) و لا يذكر من هو هذا الرجل و لم يعرف !! فالإسناد غير مقبول لوجود شخص مجهول ، و الرواية ساقطة من الإحتجاج .
كما ان العلامة المجلسي كتب في مرآة العقول في ج 11 ص 192 من طبعة دار الكتب في طهران أن هذه الرواية : ((مرسلة ))
ثم ما هي أقوال العلماء في هذه العبارة :
1- قال المحقق الشيخ محمد جعفر شمس الدين في تعليقته على الكافي في ج 2 ص 384 من نفس الطبعة المذكورة
(( المراد بالفاحشة هنا بمقتضى مناسبات الحكم و الموضوع و هو عائشة و حفصة ، المخالفة و الشقاق ))
2- قال الشيخ المولى محمد صالح المازندراني (رحمه الله ) ، في شرح أصول الكافي ج 10 ص 107: من طبعة دار احياء التراث العربي في بيروت عام 1421 هـ و هي من ضبط و تصحيح السيد علي عاشور
(( قال المفسرون فيه إشارة إلى أن سبب القرب والرجحان عند اللهتعالى ليس إلا الصلاح كائنا من كان وخيانة المرأتين ليست هي الفجور وإنما هينفاقهما وابطانهما الكفر وتظاهرهما على الرسولين فامرأة نوح قالت لقومه أنه مجنونوامرأة لوط دلت قومه على ضيفانه ، وليس المراد بالخيانة البغى والزنا إذ ما زنتامرأة نبي قط ، وذلك هو المراد بقوله ( عليه السلام ) : (( ما ترى من الخيانة في قولالله عز وجل ( فخانتاهما ) ما يعني بذلك إلا الفاحشة ) هي كل ما يشتد قبحه منالذنوب والمعاصي والمراد بها هنا النفاق والمخالفة ))
كما ننقل أقوال مفسري الشيعة في الآية المذكورة
1- شيخ الطائفة الطوسي ( أعلى الله مقامه ) قال في تفسيره التبيان في ج 10 ص 52 من طبعة مكتب الاعلام الإسلامي المطبوع عام 1409 هـ
قال (( قال ابن عباس كانت إمرأة نوح كافرة تقول للناس انه مجنون و كانت امرأة لوط تدل على أضيافه فكان ذلك خيانتهما لهما ، و ما زنت إمرأة نبي قط لما في ذلك من التنفير عن الرسول و الحاق الوصمة به
فمن نسب أحدا من زوجات النبي إلى الزنا فقد أخطأ خطأ عظيما ، و ليس ذلك قولا لمحصل ))
2- السيد المرتـضـى ( رحمه الله ) ، في كتابه الأمالي ج 2 ص 145:
((وأهلك إلا من سبق عليه القول ) ولان الأنبياء عليهم الصلاةوالسلام يجب أن ينزهوا عن مثل هذه الحال لانها تعر وتشين وتغض من القدر وقد جنبالله تعالى أنبيائه عليهم الصلاة والسلام ما هو دون ذلك تعظيما لهم وتوقيرا ونفيالكل ما ينفر عن القبول منهم ، وقد حمل ابن عباس ظهور ما ذكرناه من الدلالة على انتأول قوله تعالى في امرأة نوح وامرأة لوط فخانتاهما على ان الخيانة لم تكن منهما بالزنا بل كانت احداهما تخبر الناس بانه مجنون والاخرى تدل على الأضياف والمعتمدفي تأويل الآية هو الوجهان المتقدمان. .))
3- للشيخ ملا محسن الفيض الكاشاني ( رحمه الله ) في تفسير الصافي ج 5 ص 197:من طبعة مكتبة الصدر في طهران
(( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحتعبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما ) بالنفاق والتظاهر على الرسولين مثل الله حالالكفار والمنافقين في أنهم يعاقبون بكفرهم ونفاقهم ولا يجابون بما بينهم وبين النبي ( صلى الله عليه وآله ) والمؤمنين من النسبة والوصلة بحال إمرأة نوحوإمرأة لوط وفيه تعريض بعائشة وحفصة في خيانتهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله(بإفشاء سره ونفاقهما إياه وتظاهرهما عليه))
4- العالم الجليل الشيخ الطبرسي ( رحمه الله ) في تفسيره مجمع البيان ج10 ص 49 من طبعة دار الكتب العلمية في بيروت عام 1418 هـ
كرر ما ذكره السيد المرتضى من كلام ابن عباس رضي الله عنهما من انه ما بغت إمرأة نبي قط و إنما كانت الخيانة في الدين .
5- قال العلامة آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي ( قدس سره) في تفسير الميزان ج 19 ص 343: من طبعة مؤسسة إسماعليان في قم
(( وفي التمثيل تعريض ظاهر شديد لزوجي النبي صلى الله عليه وآله وسلمحيث خانتاه في إفشاء سره و تظاهرتا عليه و آذتاه بذلك))
6- قال المرجع الراحل السيد محمد الشيرازي ( رحمه الله ) في تـفسير تقريب القرآن في ج 28 ص 163 من طبعة مؤسسة الوفاء في بيروت عام 1400هـ
(( فخانتاهما ) خيانة في الدين إذ كانتا تنافقان و تؤذيان زوجيهما))
7- قال المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي ( حفظه الله ) في تفسيره من هدى القرآن ج16 ص 119 من طبعة مكتب السيد المدرسي عام 1410 هـ
(( ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحتعبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا )
لأن الشفيع الحقيقي للإنسان عمله الصالح لا القرابات و لو كانت من الأنبياء و الأولياء ، و أعمالهما كانت سيئة لما انطوت عليه من خيانة لزوجيهما بإذاعة السر و التظاهر لجبهة الكفر و خيانة للرسالة و القيم التي جاءا بها .........
و لنا في الآية وقفة عند كلمة الخيانة فهي كما أعتقد خيانة بالمقياس الرسالي أي خيانة لحركة الرسول و مبادئه
و ليس كما يتقول البعض لما فيه من عقد جنسية أو لإعتماده على الإسرائيليات بأنها خيانة جنسية
كلا إنها خيانة في رسالة النبي بدليلين : الأول بدلالة السياق ، فقد وقع الحديث عن الخيانة في سياق الحديث عن إفشاء السر من قبل زوجات النبي ، و حينما تكلم عن زوجتي نوح و لوط ضربهما مثلا للجبهة المضادة للحق ( الذين كفروا ) و لو كانت الخيانة جنسية لضربهم مثلا للذين فسدوا مثلا أو للزناة
ثانيا : لأن تفسير الخيانة هنا بالخيانة الزوجية ليس يمس زوجات الأنبياء و حسب بل يمس الأنبياء أنفسهم و يصور بيوتهم محلاً للفاحشة و الدعارة ، حاشا الأنبياء عليهم السلام ))
8- الحجة الشيخ محمد السبزواري ( رحمه الله ) في التفسير الجديد طبعة دار التعارف في ج 7 ص 192
قال (( (فخانتاهما ) فلم تحفظا رسالتهما و لا عماتا بدينهما و كانتا كافرتين ، و قد قال ابن عباس : كانت إمرأة نوح كافرة تقول للناس انه مجنون و إذا آمن واحد بنوح تخبر الجبابرة من قومها ليعذبوه ، و كانت إمرأة لوط تدل على أضيافه ليقصدوهم بالفاحشة ، و هذه هي خيانتهما ، و ما بغت إمرأة نبي قط و إنما كانت الخيانة في الدين))
9- قال العلامة الكبير السيد عبدالله شبر ( رحمه الله ) في تفسيره الجوهر الثمين ج6 ص 247 من طبعة الألفين في الكويت (( ( فخانتاهما ) بنفاقهما و تظاهرهما عليهما))
10- قال السيد شرف الدين الحسيني الاسترابادي ( رحمه الله ) في كتابه تأويل الآيات في ص 676 من طبعة مؤسسة النشر الإسلامي في قم عام 1417 هـ
حيث قال ان الخيانة كانت بإفشاء السر (( و يؤيده ما روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : قوله تعالى ( ضرب الله مثلا للذين كفروا إمرأة نوح و إمرأة لوط ) مثلٌ ضربه الله سبحانه لعائشة و حفصة إذ تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أفشيا سره ))
كما تم توجيه سؤال للمرجع الديني آية الله الشيخ أبو طالب تجليل التبريزي ( حفظه الله ) عن رأي الشيعة في عائشة و حفصة و عن نسبة الفاحشة لهما ؟
(( فأجاب : هذا بهتان عظيم ، و متى نسب الشيعة عائشة و حفصة إلى الفحشاء ؟! كلا و حاشا .. )) و هذا في كتابه شبهات حول الشيعة ص 123 طبعة قم
و هكذا أسقطنا و لله الحمد الاستدلال بهذه الرواية سندا و متنا