السبت، 9 يونيو 2018

من قصص العبيد


أثناء فترة عبودية السود في أمريكا كان هناك نوعان من العبيد: زنوج المنازل وزنوج الحقول
زنوج المنازل كانوا يعشون في المنازل عند الاسياد، و كانوا يلبسون ملابس جيدة ويأكلون طعاماً جيداً لأنهم كانوا يأكلون طعام السيد،أي مما يتبقي منه.
وكانوا يعشون في علية البيت أو الطابق التحتاني ولكنهم كانوا يعشون مع ذلك القرب من السيد؛ وقد أحبوا السيد أكثر مما كان السيد يحب نفسه.
وكانوا علي استعداد للتضحية بحياتهم لأنقاذ منزل السيد،بل كانوا في ذلك أسرع من السيد نفسه.
)..( إذا نشبت النيران في منزل السيد كان زنجي المنزل يكافح الحرق بأقوي مما يكافح السيد نفسه وإذا مرض السيد كان زنجي المنزل يقول
"ما الأمر ايها السيد، أنحن مرضي؟"
لقد تماهي الزنجي مع السيد بأكثر مما تماهي السيد مع نفسه!
وإذا أتيت زنجي المنزل وقلت له "هيا نهرب فلننج بأنفسنا، فلننفصل بأنفسنا" نظر إليك و قال: "ويحك يا رجل! هل جننت؟ ماذا تعني بالأنفصال؟ ,أين نجد بيتاً أفضل من هذا؟ أين يمكنني أن ألبس ملابس خيراً من هذه؟ وأين أستطيع أن أكل طعاماً خيراً من هذا؟"
هكذا كان زنجي المنزل ، و كان يدعي في تلك الأيام "عبد المنزل"، وهذا ما ندعوهم به لأنه ما زال بيننا عبيد منازل يركضون من حولنا!
زنجي المنزل العصري هذا يحب سيده و يرغب في أن يعيش بالقرب منه، وهو علي استعداد لأن يدفع ثمن منزل بثلاثة أضعاف ما يستحقه لكي يعيش بالقرب من سيده،وبعد ذلك يأخذ بالتباهي "أنا الزنجي الوحيد الذي يعيش هنا"و"أنا الزنجي الوحيد في عملي "وأنا" الزنجي الوحيد في تلك المدرسة"
لكنك لست إلا زنجي منزل! وإذا أتاك أحدهم الآن وقال "هيا ننفصل عن الأسياد البيض" قلت ما كان يقوله زنجي المنزل في مزارع العبيد: "وماذا تراك تعني بالأنفصال؟ عن أميركا، هذا الرجل البيض الطيب؟ ,أين لك أن تحصل لي علي عمل افضل من عملي هنا؟"
ولقلت ايضاً"أنا لم أترك خلفي شيئاً في أفريقيا" بلي يا صاح لقد تركت عقلك هناك! في مزرعة العبيد ذاتها كان هناك أيضاً زنجي الحقل وزنوج الحقول هؤلاء كانوا الجماهير. وكانوا يفوقون عددا زنوج المنازل.
كان زنوج الحقول يلقون العذاب، ويأكلون بقايا الطعام )..( حين تشب النيران في منزل السيد، لم يكونوا يحاولون إطفاء اللهب، بل كانوا يصلون لكي تهب الرياح و عندما يمرض السيد، كان زنجي الحقل يصلي لموته، وإذا أتي أحدهم زنجي الحقل وقال له"هيا نهرب، فلننفصل [عن البيض] "فأنه لم يكن ليقول"إلي أين نذهب؟" بل كان ليقول "إن أي مكان لهو أفضل من هنا"
و كما استخدم سيد العبيد في تلك الأيام زنجي المنزل،العم توم لضبط زنوج الحقل،فإن سيد العبيد ذاته في هذا العصر يمتلك زنوجاً ليسوا إلا أعمام توم عصريين، أعمام توم القرن العشرين ،وغايتهم إبقاء تحت الرقابة وابقاؤنا تحت السيطرة، وابقاؤنا سلبيين وسلميين ولاعنفيين.
إن الرجل الأبيض ليفعل بكم في الشوارع المر عينه عندما يريد أن يضللكم و يستغلكم دون أن يخشي مقاومتكم. ولكي يفعل ذلك يأتيكم بالأعمام توم، أولئك الشيوخ المتدينين، لكي يعلمونا أن نعاني بسلام
ليس هناك في كتابنا، القرآن الكريم،شئ يعلمنا أن نعاني بسلام.بل إن ديننا ليعلمنا أن نكون أذكياء، وأن نكون مسالمين وأن نكون صالحين، وأن نطيع القوانين، وأن نحترم كل الناس، ولكن إذا مسك أحدهم أرسله إلي المقبرة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصيدة في الدفاع عن القران الكريم

                             هيهات لا يعتري القرآن تبديل ... وإن تبدل توراة وإنجيل                          قل للذين رموا هذا الكتاب بما ......