لم بايع الإمام علي الخلفاء :
السؤال
: هل بايع الإمام علي الخلفاء أبا بكر وعمر وعثمان ؟ وما نوع العلاقة التي
كانت بين الإمام علي والخلفاء المذكورين أعلاه ؟ وهل كان الإمام علي يخالط
ويصلّي ، ويأكل ويصاهر مع الخلفاء المذكورين ؟
أرجو أن تجيبوني ، وشكراً .
الجواب
: اتفقت النصوص الإسلاميّة ـ أعمّ من شيعية وسنّية ـ على عدم مبادرة أمير
المؤمنين (عليه السلام) ، وكلّ بني هاشم ـ نساءً ورجالاً ـ وجمع من كمّل
الصحابة إلى البيعة ، ولا نرى المسألة بحاجة إلى إثبات ، كما ولم تكن
المدّة قصيرة ، والبيعة لا تحتاج إلى برهة طويلة ، ويحقّ لنا أن نتساءل
لماذا ؟
____________
1- الطبقات الكبرى 2 / 338 .
ثمّ حصلت بيعة صورية تحت ظروف قاسية من وجهتنا ، وتحت ضغوط قسرية ، وهذا أيضاً مسلّم .
وبعد
هذا وذاك فلربما حصلت بيعة ، أو مسحُ أبي بكر يده على يد أمير المؤمنين
(عليه السلام) المقبوضة ، أو ما أشبه ذلك ، ممّا شوهتها لنا النصوص ،
وأحاطتها بنوع من التكتّم والغموض .
وبأيّ دليل كان ذاك أو فرضناه ، ممّا صرّح به أمير المؤمنين (عليه السلام) من خوف الفتنة ، أو ارتداد المسلمين ، أو غيرها .
نقول بعد كلّ هذا : لا معنى لمثل أبي الحسن (عليه السلام) أن ينقض ما تعهّد به !! هذا بالنسبة إلى أبي بكر خاصّة .
أما
عمر ، فالمسألة تنصيص ، ولم تكن ثمّة بيعة ، ولا شورى ، ولا انتخاب ، ولا
.. ، والعجب أنّ التنصيص على أمير المؤمنين (عليه السلام) رفضه القوم من
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقبلوه من أبي بكر على عمر !
وأمّا عثمان ، فقد أجمع المؤرّخون بأنّ المسألة كانت إكراه ، وسيوف مرفوعة على الباب ، لا تختلف بتاتاً عن السقيفة !!
وأمّا
العلاقة بينه (عليه السلام) مع الخلفاء ، فكانت بحسب الظاهر مسألة رفع
جهلٍ عنهم ، وحماية عن الشريعة ، أو فكّ غموض ، أو ما شاكل ذلك ، كوظيفة أي
عالم أمام الجهّال ، وكلّ حريص على دينه ورسالته مقابل من يريد الكيد بها ،
أو تحريفها .
ومقولة الخليفة الثاني المستفيضة : ( لولا علي لهلك عمر ) (1) مشهورة ، ولا نعرف مقولة معاكسة : لولا عمر أو غيره لهلك ... .
ويكفي ـ حسب تصوّرنا ـ لمن درس حياة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، أنّه لو كان له
1- تأويل
مختلف الحديث : 152 ، شرح نهج البلاغة 1 / 18 و 141 و 12 / 179 و 205 ،
نظم درر السمطين : 130 ، جواهر المطالب 1 / 195 و 296 ، ينابيع المودّة 1 /
216 و 227 و 3 / 147 .
ثمّة
اعتقاد بصحّة ما عليه القوم ، لكان لا أقلّ قائد جيوشهم ، ومنظّم كتائبهم ،
كما كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ولمّا انزوى عن الساحة ،
واقتصر على اليسير من المعاشرة التي تمليها الضرورة والحاجة ، والمخالطة
أو المؤاكلة وغيرهما ، فهي لا تدلّ على شيء ، إذ كانت مع اليهود والنصارى
آنذاك .
كما
لا نعرف له (عليه السلام) مصاهرة معهم ، إلاّ قصّة تزويج ابنته أُمّ كلثوم
من عمر ، ولنا فيها كلام ، كما أنّك تدرك أنّ البحث لا تسعه سطور .
وفّقنا الله لمراضيه ، ونوّر قلوبنا بما يرضيه ، وفتح أبصارنا وأسماعنا للأخذ بما فيه خير ديننا ودنيانا .
( ... . سنّي . ... )
السؤال
: أنتم الشيعة تقولون : أنّ عليّاً كان أحقّ من أبي بكر ، الذي قال عنه
الرسول بما معناه : أنّه لا يوجد بعد الأنبياء خير من أبي بكر ، وكان أحقّ
للخلافة من عمر وعثمان ، هكذا تدّعون ، فإذا كان الأمر صحيحاً ، فلما بايع
علي هؤلاء الخلفاء الثلاثة ؟ صحيح تأخّر في بيعة أبي بكر عدّة أشهر ،
ولكنّه بايع ، فما تقولون في ذلك ؟
الجواب
: لا يخفى عليكم أنّ الشيعة إنّما تقول بثبوت الإمامة والخلافة بعد النبيّ
بلا فصل لإمامنا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، وأنّه أفضل من الصحابة
كلّهم للأدلّة الكثيرة على ذلك من القرآن الكريم ـ كآية الولاية ـ وهي
النازلة في قضية تصدّقه أثناء الركوع ، وهي قوله تعالى : {
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } (1) ـ وغيرها من الآيات النازلة في حقّه (عليه السلام) .
____________
1- المائدة : 55 .
ومن
المقطوع به من السنّة الشريفة ، كحديث الغدير المتواتر ، وكحديث الطير .
أنّ أحبّ الخلق إلى الله تعالى أعظمهم ثواباً عند الله تعالى ، وأن أعظم
الناس ثواباً لا يكون إلاّ لأنّه أشرفهم أعمالاً ، وأكثرهم عبادة لله تعالى
، وفي ذلك برهان على فضل علي (عليه السلام) على الخلق كلّهم سوى النبيّ
(صلى الله عليه وآله) .
وأمّا
ما قلته في حقّ أبي بكر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال بما
معناه : لا يوجد أحد بعد الأنبياء خير من أبي بكر ، فهذا غير ثابت في
مصادرنا ، بل وغير ثابت عند أهل السنّة أيضاً .
وأمّا
قولك : أنّ عليّاً (عليه السلام) قد بايع أبا بكر بعد مدّة ، فهذا أوّل
الكلام ، حيث الثابت عند محقّقي الشيعة ـ كما نصَّ عليه الشيخ المفيد (قدس
سره) ـ أنّه (عليه السلام) لم يبايع ساعة قط ، وقال في شرح ذلك :
(
فممّا يدلّ على أنّه لم يبايع البتة ، أنّه ليس يخلو تأخّره من أن يكون
هدى، وتركه ضلالاً ، أو يكون ضلالاً ، وتركه هدى وصواباً ، أو يكون صواباً ،
وتركه صواباً ، أو يكون خطأً ، وتركه خطأً ، فلو كان التأخّر ضلالاً
وباطلاً ، لكان أمير المؤمنين (عليه السلام) قد ضلّ بعد النبيّ (صلى الله
عليه وآله) بترك الهدى الذي كان يجب المصير إليه ، وقد أجمعت الأُمّة على
أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يقع منه ضلال بعد النبيّ (صلى الله
عليه وآله) ، ولا في طول زمان أبي بكر ، وأيّام عمر وعثمان ، وصدراً من
أيّامه حتّى خالفت الخوارج عند التحكيم ، وفارقت الأُمّة ، وبطل أن يكون
تأخّره عن بيعة أبي بكر ضلالاً .
وإن
كان تأخّره هدى وصواباً ، وتركه خطأً وضلالاً ، فليس يجوز أن يعدل عن
الصواب إلى الخطأ ، ولا عن الهدى إلى الضلال ، لاسيّما والإجماع واقع على
أنّه لم يظهر منه ضلال في أيّام الثلاثة الذين تقدّموا عليه ، ومحال أن
يكون التأخّر خطأً ، وتركه خطأً للإجماع على بطلان ذلك أيضاً ، ولما يوجبه
القياس من فساد هذا المقال .
وليس يصحّ أن يكون صواباً ، وتركه صواباً ، لأنّ الحقّ لا يكون في
جهتين مختلفتين ، ولا على وصفين متضادين ... .
ثمّ
إن ثبت تاريخيّاً أنّ هناك حصلت مبايعة قهرية ـ كمسح يد أبي بكر على يد
أمير المؤمنين (عليه السلام) المقبوضة ـ فلا تدلّ على شيء كما هو واضح ... .
فثبت بما بيّناه أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يبايع أبا بكر على شيء من الوجوه كما ذكرناه ) (1) .
( علي البصريّ . البحرين . 31 سنة . طالب ثانوية )
السؤال : هل بيعة العقبة الأُولى هي بيعة الشجرة ؟ وما قصّة بيعة الشجرة ؟
الجواب : كلاّ ، ليست بيعة العقبة الأُولى هي بيعة الشجرة .
لأنّ
بيعة العقبة الأُولى ـ والتي يقال لها : بيعة النساء أيضاً ـ هي أوّل بيعة
أخذها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من المسلمين الأنصار ، الذين أسلموا
في المدينة المنوّرة ، وهم يزيدون على العشرة ، وكانت بيعتهم بمنى على
الإسلام .
وقد
أخبر عنها عبادة بن الصامت فقال : ( بايعنا رسول الله (صلى الله عليه
وآله) بيعة النساء ، وذلك قبل أن يفترض علينا الحرب ، على ألا نشرك بالله
شيئاً ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه
من بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف ) (2) .
وأمّا بيعة الشجرة ـ والتي يقال لها : بيعة الرضوان لقوله تعالى :{
لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ
عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } (3) ـ هي البيعة الثالثة ، التي أخذها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من المسلمين ، وهم يزيدون على ألف وثلاثمائة ، وكانت بيعتهم
____________
1- الفصول المختارة : 56 .
2- سبل الهدى والرشاد 3 / 197 .
3- الفتح : 18 .
تحت الشجرة في الحديبية ـ سنة سبع من الهجرة ـ على الموت ، أو على ألاّ يفرّوا .
وذلك
عندما ندبهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى العمرة ، فخرجوا محرمين
للعمرة ، ولما صدّتهم قريش عن بيت الله الحرام ، وتهيّأت لقتالهم ، تبدّلت
السفرة من العمرة إلى القتال ، فكانت الحالة الثانية مخالفة لما انتدبهم
إليها ، فاقتضت الحالة أن يأخذ منهم البيعة على العمل الجديد وغير المعهود ،
وهو قتال المشركين ، ففعل ذلك ، فأعطت البيعة ثمرها في إرعاب أهل مكّة ،
وعندها صالحوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
( محمّد . المغرب . 15 سنة )
السؤال : ما معنى بيعة العقبة ؟
الجواب : بيعة العقبة هي بيعتان :
بيعة
العقبة الأُولى ، أو بيعة النساء : هي أوّل بيعة أخذها رسول الله (صلى
الله عليه وآله) من المسلمين الأنصار ، الذين أسلموا في المدينة المنوّرة ،
وهم يزيدون على العشرة ، وكانت بيعتهم بمنى على الإسلام .
وقد
أخبر عنها عبادة بن الصامت فقال : ( بايعنا رسول الله (صلى الله عليه
وآله) بيعة النساء ، وذلك قبل أن يفترض علينا الحرب ، على أن لا نشرك بالله
شيئاً ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه
من بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف ) .
وبيعة
العقبة الثانية : حصلت في موسم حج السنّة الثالثة عشرة من البعثة ، وذلك
أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج إلى الموسم ، فلقيه جماعة من
الأنصار ، فواعدوه العقبة من أوسط أيّام التشريق .
قال كعب بن مالك : ( اجتمعنا في الشعب عند العقبة ، ونحن سبعون رجلاً
،
ومعهم امرأتان من نسائهم ... ، فبايعنا وجعل علينا اثنا عشر نقيباً منّا
تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس، ثمّ أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله)
أصحابه بالخروج إلى المدينة، فخرجوا إرسالاً ، وأقام هو بمكّة ينتظر أن
يؤذن له ) (1) .
وكانت
مبايعتهم له (صلى الله عليه وآله) على أن يمنعوه وأهله ، ممّا يمنعون منه
أنفسهم ، وأهليهم وأولادهم ، وأن يؤوهم وينصروهم ، وعلى السمع والطاعة في
النشاط والكسل ، والنفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف ، والنهي
عن المنكر ، وأن يقولوا في الله ، ولا يخافوا لومة لائم .
( حبيب . الدانمارك . سنّي حنفيّ . 20 سنة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق