الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

هل ترتفع اجساد الانبياء والاوصياء ام تبقى في الارض

عن زياد بن أبي الحلال عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: ”ما من نبي ولا وصي نبي يبقى في الأرض بعد موته أكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء، وإنما تؤتى مواضع آثارهم ويبلغهم السلام من بيعد ويسمعونه في مواضع آثارهم من قريب“. (كامل الزيارات ص544 والكافي ج4 ص567 وغيرهما).

 وكذا ما عن عطية الأبزاري عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: ”لا تمكث جثة نبي ولا وصي نبي في الأرض أكثر من أربعين يوما“. (التهذيب ج6 ص106).


ويؤيد ذلك ما ورد من استسقاء بعض اليهود بعظم نبي، وما ورد من حرمة التقدّم على المعصوم في الصلاة حيا وميتا، وهو يلازم بقاء جسده في قبره. كما وتؤيده شواهد الواقع إذ قد شوهدت أجساد بعض الأنبياء (عليهم السلام) كالنبي حبقوق (عليه السلام) في إيران والنبي شعيب (عليه السلام) في العراق، بل شوهد الجسد الطاهر لمولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) غير مرة، وذلك عندما كشف قبره الشريف موسى بن عباس الهاشمي أمير الكوفة بعد عام 65، وكذا عندما نبشه إبراهيم اليهودي المعروف بالديزج بأمر المتوكل لعنه الله.

والذي يرجح في نظرنا هو أن أجسادهم (عليهم السلام) ترتفع عن الأرض إلا أنها تعود في أحيان معيّنة لإظهار كرامتهم أو علو شأوهم عند الله تبارك وتعالى أو لحكمة أخرى، لا أنها تبقى في الأرض مطلقا.

ولعل اختلاف الروايتيْن المتقدّمتيْن التي تنص إحدهما على أن الجسد يرتفع بعد ثلاثة أيام، والأخرى على أنه يرتفع بعد أربعين يوما؛ لعل الاختلاف يعود إلى تعدّد الصعود والهبوط، فيكون الصعود الأول بعد ثلاثة والثاني بعد أربعين.  

 هذا وقد حمل بعضهم الروايات التي تنص على ارتفاع الأجساد الطاهرة على التقية، أي أن المعصومين (عليهم السلام) ذكروا ذلك حتى يكون مانعا للنواصب عن نبش قبورهم، لكن هذا الحمل مردود عندنا من جهتيْن، الأولى أن النواصب والمخالفين لا يعتقدون أصلا بما يصدر عن الأئمة سيما إذا كان هذا الحديث الصادر من نوع الإخبار بالغيبيات والكرامات، فكيف يُعقل تصديقهم لتلك الأحاديث ليمتنعوا عن النبش والحال أنهم يعتبرون الأئمة (عليهم السلام) كذابين والعياذ بالله؟!

والثانية أن حفظ أجسادهم (عليهم السلام) لا يتوقف على درء النبش عنهم، فهذا قبر سيد الشهداء (عليه السلام) قد نُبش ثم أُجرِي عليه الماء لكن الله تعالى حفظ وليّه ودفع شرّ أعدائه عنه، فالقول بصدور هذه الأحاديث تقية لدرء نبش قبورهم بعيد جدا إذ المتكفل بحفظ تلك الأجساد الطاهرة هو الله جل جلاله.
والحاصل أن الله تعالى يرفع أجساد المعصومين والأنبياء (عليهم السلام) بعد استشهادهم، ثم يعيدها إلى الأرض لحكمة في أحيان، ثم يرفعها، وسيعيدها ثانية في زمن الرجعة حيث ورد في الآثار أنهم (عليهم السلام) يخرجون من قبورهم وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصيدة في الدفاع عن القران الكريم

                             هيهات لا يعتري القرآن تبديل ... وإن تبدل توراة وإنجيل                          قل للذين رموا هذا الكتاب بما ......