سؤال يقتل شهاب الدين
بعد
أن ازدادت أحقاد فقهاء حلب على شهاب الدين أقاموا له مكيدة فدعوا إلى
مناظرة علنية في أحد جوامع حلب وسأله أحد فقهائها “هل يقدر الله أن يخلق
نبيا آخر بعد محمد؟ فأجاب السهروردي: “الله لا حدّ لقدرته”.
كما
يقول الأصفهاني في كتاب (البستان الجامع) فاجتهد الفقهاء أعداؤه وتأولوا
في إجابته أن السهروردي يجيز خلق نبي بعد محمد، فشكوا “كفره وخروجه عن
الدين وطالبوا بقتله” إلى ابن صلاح الدين الأيوبي فردّهم فرفعوا الأمر إلى
والده فأرسل لولده رسالة تشير عليه بقتل السهروردي، وهذا ما كان.
يقـول
المؤرخ ابـن تغـري بردي: “فكتب أهل حلب إلى السلطان صلاح الدين: أدرك ولدك
وإلاّ تتلف عقيدته. فكتب إليه أبوه صلاح الدين بإبعاده، فلم يبعده، فكتب
بمناظرته.
فناظره العلماء، فظهر عليهم بعبارته، فقالوا
إنك قلت في بعض تصانيفك إن الله قادر على أن يخلق نبيّا وهذا مستحيل. فقال:
ما وجه استحالته؟ فإن الله القادر هو الذي لا يمتنع عليه شيء.فتعصبوا عليه
فحبسه الظاهر، وجرت بسببه خطوب وشناعات”.
وعلى الرغم من تلك الخاتمة المفزعة بقيت كلمات السهروردي
شهاب الدين وأفكاره تنير قلوب الملايين وتغنّى بأشعاره عشّاق الخمرة
الإلهية طلّاب النقاء على مر العصور، فلنختم ببعض من أبيات شيخ الإشراق:
أبداً تحن إليكمُ الأرواحُ
ووصالكم ريحانها والراحُ
وقلوبُ أهل ودادكم تشتاقكم
وإلى لذيذ وصالكم ترتاحُ
يا صاح ليس على المحبّ ملامةٌ
إن لاح في أفق الوصال صباحُ
لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى
كتمانهم فنما الغرام فباحوا
بالسر إن باحوا تباح دماؤهم
وكذا دماء البائحين تباحُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق