الجمعة، 23 سبتمبر 2016

فتح فارس و الروم كان وعداً نبوياً

فتح فارس و الروم كان وعداً نبوياً

كان النبي صلى الله عليه و آله يدعو الناس في مكة إلى الإسلام و يخبرهم بأن الله تعالى وعده أن يورِّث أمته ملك كسرى و قيصر ! فكل من قرأ سيرته صلى الله عليه و آله يجد أن فتح فارس و الروم كانا وعداً نبوياً من أول إعلان الدعوة ، و كان المشركون يسخرون من ذلك ! و استمر هذا الوعد عنصراً ثابتاً في مراحل دعوته صلى الله عليه و آله ، فكان برنامجاً إلزامياً للسلطة الجديدة بعد وفاته صلى الله عليه و آله ، أيّاً كانت تلك السلطة .
ففي سنن البيهقي : 7 / 283 : ( فو الذي نفس محمد بيده ليفتحن عليكم فارس و الروم )
و في الكافي : 8 / 216 : ( عن أبي عبد الله عليه السلام : لما حفر رسول الله صلى الله عليه و آله الخندق مروا بكدية فتناول رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) المعول من يد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أو من يد سلمان رضي الله عنه ، فضرب بها ضربة فتفرقت بثلاث فرق ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : لقد فتح علي في ضربتي هذه كنوز كسرى و قيصر ، فقال أحدهما لصاحبه : يعدنا بكنوز كسرى و قيصر و ما يقدر أحدنا أن يخرج يتخلى ) 1 .
و عندما جاءته رسالة تهديد من كسرى أخبره الله تعالى بأنه سيقتله في اليوم الفلاني :
في سيرة ابن هشام : 1 / 45 : ( كتب كسرى إلى باذان : إنه بلغني أن رجلا من قريش خرج بمكة يزعم أنه بني فسر إليه فاستتبه ، فإن تاب و إلا فابعث إليَّ برأسه ، فبعث باذان بكتاب كسرى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فكتب إليه رسول صلى الله عليه و سلم : إن الله قد وعدني أن يقتل كسرى في يوم كذا من شهر كذا ، فلما أتى باذان الكتاب توقف لينظر ، و قال : إن كان نبيا فسيكون ما قال ، فقتل الله كسرى في اليوم الذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال ابن هشام : قتل على يدي ابنه شيرويه ) .
و هذا يدل ، على أن الإتجاه إلى الفتوحات خطة نبوية و عقيدة معروفة عند المسلمين ، و أنه كان من الواجب على أي سلطة تأتي بعد النبي صلى الله عليه و آله أن تتبنى هذ ( الستراتيجية ) و تسير فيها .

-----------

دور علي عليه السلام و شيعته في الفتوحات

في رأيي أن السلطة بعد النبي صلى الله عليه و آله خافت من حرب مسيلمة و الأسود العنسي التي يسمونها حروب الردة ، كما خافت من التوجه إلى فتح بلاد فارس و الشام ، و أن الذي دفعها إلى الفتوحات هو علي عليه السلام و الذين قادوا أهم الفتوحات هم تلاميذه الفرسان ، الذين لم تعطهم السلطة مناصب قيادية ، لكنهم كانوا القادة الميدانيين الذين خاضوا غمار المعارك و حققوا الإنتصارات الواسعة ، كانوا من شيعة علي عليه السلام و هم :
حذيفة بن اليمان ، و سلمان الفارسي ، و عمار بن ياسر ، و أبي ذر الغفاري ، و خالد بن سعيد بن العاص الأموي و أخواه أبان و عمرو ، و هاشم بن أبي وقاص الأموي المعروف بالمرقال و أولاده خاصة عبد الله و عتبة . و بريدة الأسلمي ، و عبادة بن الصامت ، و أبي أيوب الأنصاري ، و عثمان بن حنيف و إخوته، و عبد الرحمن بن سهل الأنصاري ، و مالك بن الحارث الأشتر و إخوته ، و عدد من القادة النخعيين معه ، و صعصعة بن صوحان العبدي و إخوته ، و الأحنف بن قيس ، و حجر بن عدي الكندي ، و عمرو بن الحمق الخزاعي ، و أبي الهيثم بن التيهان ، و جعدة بن هبيرة ابن أخت أمير المؤمنين عليه السلام ، و النعمان بن مقرن ، و بديل بن ورقاء الخزاعي ، و جرير بن عبدالله البجلي ، و محمد بن أبي حذيفة الأنصاري ، و أبي رافع و أولاده ، و المقداد بن عمرو ، و واثلة بن الأسقع الكناني ، و البراء بن عازب ، و أبي أيوب الأنصاري ، و بلال بن رباح مؤذن النبي صلى الله عليه و آله ، و عبدالله بن خليفة البجلي ، و عدي بن حاتم الطائي ، و أبو عبيد بن مسعود الثقفي ، و أبي الدرداء .. و يليهم : جارية بن قدامة السعدي ، و أبي الأسود الدؤلي ، و محمد بن أبي بكر ، و المهاجر بن خالد بن الوليد.. و غيرهم من القادة الميدانيين !
و لكل واحد من هؤلاء الأبطال أدوار مهمة ، عتَّم عليها إعلام الخلافة و رواتها ، و أبرزوا بدلها أصحاب الأدوار الشكلية أو الثانوية أو المسروقة !
إني أدعو الباحثين خاصة في تاريخ الفتوحات الإسلامية ، لأن يكشفوا هذه الحقيقة الضخمة التي غطت عليها حكومات الخلافة القرشية ، و رواتها الذين كتبوا التاريخ بحبر الحكام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصيدة في الدفاع عن القران الكريم

                             هيهات لا يعتري القرآن تبديل ... وإن تبدل توراة وإنجيل                          قل للذين رموا هذا الكتاب بما ......