الجمعة، 23 سبتمبر 2016

علي عليه السلام يشكو ظلامته و تعمد نسيان دوره في الفتوحات

علي عليه السلام يشكو ظلامته و تعمد نسيان دوره في الفتوحات

تعامل علي و أهل البيت عليهم السلام مع الموجة القرشية ضدهم بعد النبي صلى الله عليه و آله بنبل رسالي ، و نفذوا ما أمرهم به حبيبهم النبي صلى الله عليه و آله ، و سجلوا صبراً لا نظير له ، فكظموا غيظهم و صبَّروا أنصارهم ، و ارتفعوا على جراحهم ، فعملوا مخلصين في تسيير سفينة الإسلام و فتوحاته !
قال عليٌّ عليه السلام في كتابه إلى أهل مصر مع مالك الأشتر لما ولاه إمارتها : ( أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمداً صلى الله عليه و آله نذيراً للعالمين ، و مهيمناً على المرسلين ، فلما مضى تنازع المسلمون الأمر من بعده ، فوالله ماكان يلقى في روعي و لا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده صلى الله عليه و آله عن أهل بيته و لا أنهم مُنَحُّوهُ عني من بعده ، ( يقصد عليه السلام أن هذا كان أمراً غير معقول لا يتصور ) فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه ، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه و آله ! فخشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً ، تكون المصيبة به عليَّ أعظم من فوت ولايتكم ، التي إنما هي متاع أيام قلائل ، يزول منها ما كان كما يزول السراب ، أو كما يتقشع السحاب ، فنهضت في تلك الأحداث ، حتى زاح الباطل و زهق ، و اطمأن الدين و تَنَهْنَهْ ) 2 .
و قام أمير المؤمنين عليه السلام بمهمته العظيمة في التخطيط و التوجيه و غرس الثقة و القوة في نفوس القادة و الجنود ، حتى امتدت الدولة الإسلامية فشملت إيران و بلاد الشام و مصر و غيرها .
و لكن التاريخ الإسلامي نسب تلك الفتوحات إلى أبي بكر و عمر و عثمان و خلفاء بني أمية و تعمد أن يغطي على دور علي عليه السلام ، لذلك نراه يشكو ظلامته و يسجلها للتاريخ :
قال شرح النهج : 20 / 298 : ( قال له قائل : يا أمير المؤمنين أرأيت لوكان رسول الله صلى الله عليه و آله ترك ولداً ذكراً قد بلغ الحلم ، و آنس منه الرشد ، أكانت العرب تسلم إليه أمرها ؟ قال : لا ، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلت ، و لو لا أن قريشاً جعلت إسمه ذريعة إلى الرياسة ، و سلماً إلى العز و الأمرة ، لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً ، و لارتدت في حافرتها ، و عاد قارحها جذعاً ، و بازلها بكرًا ، ثم فتح الله عليها الفتوح فأثْرت بعد الفاقة ، و تمولت بعد الجَهد و المخمصة ، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجاً ، و ثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً ، و قالت : لو لا أنه حق لما كان كذا ، ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها و حسن تدبير الأمراء القائمين بها ، فتأكد عند الناس نباهة قوم و خمول آخرين ، فكنا نحن ممن خمل ذكره ، و خبت ناره ، و انقطع صوت وصيته ، حتى أكل الدهر علينا و شرب ، و مضت السنون و الأحقاب بما فيها ، و مات كثير ممن يعرف ، و نشأ كثير ممن لا يعرف.
و ما عسى أن يكون الولد لو كان ! إن رسول الله صلى الله عليه و آله لم يقربني بما تعلمونه من القُرْب للنسب و اللحمة ، بل للجهاد و النصيحة ، أفتراه لوكان له ولد هل كان يفعل ما فعلت ! و كذاك لم يكن يَقْرُب ما قَرُبْتُ ، ثم لم يكن عند قريش و العرب سبباً للحظوة و المنزلة ، بل للحرمان و الجفوة .
اللهم إنك تعلم أني لم أرد الأمرة ، و لا علو الملك و الرياسة ، و إنما أردت القيام بحدودك ، و الأداء لشرعك ، و وضع الأمور في مواضعها ، و توفير الحقوق على أهلها و المضي على منهاج نبيك ، و إرشاد الضال إلى أنوار هدايتك ) . انتهى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصيدة في الدفاع عن القران الكريم

                             هيهات لا يعتري القرآن تبديل ... وإن تبدل توراة وإنجيل                          قل للذين رموا هذا الكتاب بما ......